مصنف ابن ابي شيبه
كتاب المغازي
30. غزوة الحديبية
حدیث نمبر: 39608
٣٩٦٠٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا غندر عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس أنه قال: في هذه الآية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] قال: الحديبية (٢).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٨٣٤)، ومسلم (١٧٨٦).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39608، ترقيم محمد عوامة 37993)

حدیث نمبر: 39609
٣٩٦٠٩ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام عن أبيه قال: خرج رسول اللَّه ﷺ إلى الحديبية -وكانت الحديبية في شوال- قال: فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا كان بعسفان لقيه رجل من بني كعب فقال: يا رسول اللَّه، إنا تركنا (قريشا) (١) وقد جمعت (لك) (٢) أحابيشَها تطعمها الخزير، [يريدون أن يصدوك عن البيت، فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا تبرز (من) (٣) عسفان لقيهم خالد بن الوليد طليعة لقريش، فاستقبلهم على الطريق فقال رسول اللَّه ﷺ:"هلم ههنا"، فأخذ بين سروعتين -يعني شجرتين- ومال عن سنن الطريق حتى نزل الغميم، فلما نزل الغميم خطب الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:"أما بعد فإن قريشا قد جمعت لكم أحابيشها (تطعمها) (٤) الخزير] (٥) يريدون أن يصدونا عن البيت، فأشيروا علي بما ترون أن تعمدوا إلى الرأس، -يعني أهل مكة، أم ترون أن تعمدوا إلى الذين أعانوهم (فنخالفهم) (٦) إلى نسائهم وصبيانهم، فإن جلسوا جلسوا (موتورين) (٧) مهزومين، وإن طلبونا (طلبونا) (٨) (طلبا) (٩) (متداريا) (١٠) ضعيفا، (فأخزاهم) (١١) اللَّه"، ⦗٥١٥⦘ فقال: أبو بكر يا رسول اللَّه (١٢) أن (تعمد) (١٣) إلى الرأس (فإن) (١٤) اللَّه معينك، وإن اللَّه ناصرك، وإن اللَّه مظهرك، قال المقداد بن الأسود وهو في رحله: إنا (يا رسول اللَّه) (١٥) لا نقول لك كما قالت: بنو إسرائيل لنبيها: ﴿(اذْهَبْ) (١٦) أنت وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن اذهب أنت (وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون، فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا غشي الحرم ودخل أنصابه بركت ناقته) (١٧) (الجدعاء) (١٨) فقالوا: خلأت، فقال:"واللَّه ما خلأت، وما الخلأ بعادتها، ولكن حبسها (١٩) حابس الفيل عن مكة، لا تدعوني قريش إلى تعظيم المحارم فيسبقوني إليه، هلم هاهنا" -لأصحابه فأخذ ذات اليمين في ثنية تدعى ذات الحنظل حتى هبط على الحديبية، فلما نزل استقى الناسُ من البئر، (فنزفت) (٢٠) ولم تقم بهم، فشكوا ذلك إليه فأعطاهم سهما من كنانته فقال:"اغرزوه في البئر"، فغرزوه في البئر فجاشت وطما ماؤها حتى ضرب الناس (بالعطن) (٢١)، فلما سمعت به قريش أرسلوا إليه أخا بني حليس وهو من قوم يعظمون الهدي، (فقال:"ابعثوا الهدي") (٢٢)، فلما رأى الهدي لم ⦗٥١٦⦘ يكلمهم كلمة، وانصرف من مكانه إلى قريش، فقال: (يا قوم) (٢٣) القلائد والبدن والهدي، فحذرهم وعظم عليهم، فسبوه وتجهموه وقالوا: إنما أنت أعرابي جلف لا نعجب منك، ولكنا نعجب من أنفسنا إذ أرسلناك، اجلس ثم قالوا لعروة بن مسعود: انطلق إلى محمد (٢٤) ولا نؤتين من ورائك، فخرج عروة حتى أتاه فقال: يا محمد، ما رأيت رجلا من العرب سار إلى مثل ما سرت (إليه) (٢٥) (سرت) (٢٦) (بأوباش) (٢٧) الناس (إلى) (٢٨) عترتك وبيضتك التي (تفلقت) (٢٩) عنك لتبيد (خضراءها) (٣٠)، تعلم أني جئتك من (٣١) كعب بن لؤي وعامر بن لؤي، قد لبسوا جلود النمور عند العوذ (المطافيل) (٣٢) يقسمون باللَّه: لا تعرض لهم خطبة إلا عرضوا لك (أمرّ) (٣٣) (منها) (٣٤)، فقال رسول اللَّه ﷺ:"إنا لم نأت لقتال (ولكنا) (٣٥) أردنا أن نقضي عمرتنا وننحر هدينا، فهل لك أن تأتي قومك، فإنهم أهل قتب، وإن الحرب قد (أخافتهم) (٣٦)، وإنه لا خير لهم أن تأكل الحرب منهم إلا ما قد أكلت، ⦗٥١٧⦘ فيخلون بيني ويين البيت، فنقضي عمرتنا وننحر هدينا، ويجعلون بيني وبينهم مدة، (نزيل) (٣٧) فيها (٣٨) (نساءهم) (٣٩) ويأمن فيها سريهم، ويخلون بيني وبين الناس، فإني -واللَّه- لأقاتلن على هذا الأمر الأحمر والأسود حتى يظهرني اللَّه (٤٠) أو (تنفرد) (٤١) سالفتي، فإن أصابني الناس فذاك الذي (يريدون) (٤٢)، وإن أظهرني اللَّه عليهم اختاروا، إما قاتلوا معدين، وإما دخلوا في السلم وافرين"، قال: فرجع (عروة إلى قريش) (٤٣) فقال: تعلمن -واللَّه- ما على الأرض قوم أحب (إلي) (٤٤) (منكم) (٤٥)، إنكم لأخواني وأحب الناس إلي، ولقد استنصرت لكم الناس في المجامع، فلما لم (ينصروكم) (٤٦) (أتيتكم) (٤٧) بأهلي حتى نزلت (معكم) (٤٨) إرادة أن (أواسيكم) (٤٩)، واللَّه ما أحب الحياة بعدكم، تعلمن أن الرجل قد عرض (نصفا) (٥٠) فاقبلوه، تعلمن أني قد قدمت على الملوك، ورأيت (العظماء) (٥١) ⦗٥١٨⦘ (فأقسم) (٥٢) باللَّه (إن) (٥٣) رأيت ملكا ولا عظيما أعظم في أصحابه منه، (إن) (٥٤) يتكلم منهم رجل حتى يستأذنه، فإن هو أذن له تكلم، وإن لم يأذن له سكت، ثم إنه (ليتوضأ) (٥٥) فيبتدرون وضوءه (يصبُّونه) (٥٦) على رؤوسهم، يتخذونه (حنانا) (٥٧)، فلما سمعوا مقالته أرسلوا إليه (سهيل بن عمرو) (٥٨) (ومكرز) (٥٩) بن حفص (فقالوا) (٦٠): انطلقوا إلى محمد فإن أعطاكم ما ذكر عروة فقاضياه على أن يرجع عامه (هذا) (٦١) عنا، ولا يخلص إلى البيت، حتى يسمعَ من يسمعُ (بمسيره) (٦٢) من العرب أنا قد صددناه، فخرج سهيل ومكرز حتى (أتياه) (٦٣) وذكرا ذلك له، (فأعطاهما) (٦٤) الذي سألا فقال:"اكتبوا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، قالوا: واللَّه لا نكتب هذا أبدا، قال:"فكيف؟" قالوا: نكتب باسمك اللهم، قال:"وهذه فاكتبوها"، فكتبوها، ثم قال:"اكتب هذا ما (قاضى) (٦٥) عليه ⦗٥١٩⦘ محمد رسول اللَّه ﷺ (٦٦)"، فقالوا: واللَّه، ما نختلف (إلا) (٦٧) في هذا، فقال:"ما أكتب؟" فقالوا: (انتسب) (٦٨)، (فاكتب) (٦٩) محمد بن عبد اللَّه (قال) (٧٠):" (و) (٧١) هذه حسنة اكتبوها"، فكتبوها، وكان في شرطهم أن بيننا (للعيبة) (٧٢) المكفوفة، وأنه لا أغلا (ولا) (٧٣) (أسلال) (٧٤) -قال أبو أسامة: الأغلال: الدروع، والأسلال: السيوف، ويعني بالعيبة الكفوفة أصحابه يكفهم عنهم-، وأنه من أتاكم منا رددتموه علينا، ومن أتانا منكم لم نردده عليكم، فقال رسول اللَّه ﷺ:"ومن دخل معي فله مثل شرطي"، فقالت قريش: من دخل معنا فهو (منا له) (٧٥) مثل شرطنا، فقالت بنو كعب: نحن معك يا رسول اللَّه ﷺ (٧٦)، وقالت بنو بكر: نحن مع قريش، فبينما هم في الكتاب إذ جاء أبو جندل يرسف في القيود، فقال المسلمون: هذا أبو جندل، فقال رسول اللَّه ﷺ:"هو لي"، وقال سهيل: هو لي، وقال سهيل: اقرأ الكتاب، فإذا هو لسهيل، فقال أبو جندل: يا رسول اللَّه، يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين؟ فقال (عمر) (٧٧): (يا أبا) (٧٨) جندل هذا السيف فإنما هو رجل ⦗٥٢٠⦘ ورجل، فقال سهيل: أعنت علي -يا عمر- فقال رسول اللَّه ﷺ لسهيل:"هبه لي"، قال: لا، قال:" (فأجره) (٧٩) لي"، قال: لا، قال مكرز: قد أجرته لك يا محمد فلم (يُهج) (٨٠) (٨١).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب]: (قريش).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط ما بين المعكوفين في: [ي].
(٦) في [ق، هـ]: (فتخالفوهم).
(٧) في [أ، ب]: (موترين).
(٨) سقط من: [ب].
(٩) سقط من: [أ، ب].
(١٠) في [أ، ب]: (منذاريا)، وفي [س]: (معداريًا).
(١١) في [أ، ب]: (أقواهم).
(١٢) في [جـ، ي]: زيادة (نرى).
(١٣) في [ي]: (نعمد).
(١٤) في [أ، ب، جـ]: (وإن).
(١٥) في [هـ]: (واللَّه).
(١٦) في [ق]: (فاذهب).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [أ، ب]: (والجدعاء).
(١٩) هكذا في [ق، ع، هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (إلا).
(٢٠) في [ب]: (فنزلت).
(٢١) سقط من: [ي]، وفي [أ، ب]: (بالقطن).
(٢٢) سقط من: [س].
(٢٣) في [أ، ب]: (ما قوم).
(٢٤) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٥) في [س]: (اللَّه).
(٢٦) سقط من: [أ، ب].
(٢٧) في [ع]: (بأدباش).
(٢٨) في [أ، ب]: (إلا).
(٢٩) في [أ، ب]: (نقلت)، وفي [ع]: (تعلقت).
(٣٠) في [أ، ب]: (عذاراها)، وفي [جـ، س، ي]: (غضراءها).
(٣١) في [أ، ب، جـ]: زيادة (عند).
(٣٢) في [أ، ب، س]: (المطافل).
(٣٣) في [هـ]: (أمرًا).
(٣٤) في [أ، ب]: (منهم).
(٣٥) في [أ، ب]: (ولكن).
(٣٦) في [ب]: (أخاقتهم).
(٣٧) في [ي]: (تذبل)، وفي [ق]: (تذيل).
(٣٨) في [أ، ب]: زيادة (ولا).
(٣٩) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (نساؤهم).
(٤٠) في [أ، ب]: زيادة (عليهم).
(٤١) في [أ، ب]: (ننفرد).
(٤٢) في [ي]: (تريدون).
(٤٣) في [أ، ب]: (إلى قريش عروة).
(٤٤) في [أ، ب، س]: (إليكم).
(٤٥) سقط من: [أ، ب، س].
(٤٦) في [أ، ب]: (ينصرفوا).
(٤٧) في [أ، ب]: (أنبيكم).
(٤٨) في [أ، ب]: (حكم).
(٤٩) في [هـ]: (أواشيكم)، وفي [س]: (أواسبكم).
(٥٠) في [ع]: (نصف).
(٥١) في [ع]: (العلماء).
(٥٢) في [ع]: (وأقسما).
(٥٣) في [أ، ب]: (إني).
(٥٤) في [هـ]: (لن) وفي [ق]: (لا).
(٥٥) في [ع]: (ليتوضئ).
(٥٦) في [ق، هـ]: (ويصبونه).
(٥٧) في [أ، ب]: (أحيانًا).
(٥٨) في [أ، ب]: (سهل بن عامر).
(٥٩) في [س]: (وبكرز).
(٦٠) في [ع]: (فقال).
(٦١) سقط من: [أ، ب].
(٦٢) في [ب]: (مسيره).
(٦٣) في [أ، ب]: (أتيا)، وفي [س]: (أتاه).
(٦٤) في [ب]: (فأعطاها).
(٦٥) في [أ، ب]: (قضا).
(٦٦) سقط من: [أ، ب، س].
(٦٧) في [أ]: (إلى).
(٦٨) في [ع]: (فانشيت).
(٦٩) هكذا في [ق، هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (قال فاكتب).
(٧٠) في [أ، ب]: (قالوا).
(٧١) سقط من: [أ، ب].
(٧٢) في [أ، ب]: (اللعيبة)، في [جـ]: (الكعبة).
(٧٣) في [ب]: (إلا).
(٧٤) في [أ]: (وإسلال).
(٧٥) في [أ، ب]: (مناله).
(٧٦) هكذا في: [هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(٧٧) سقط من: [س]، وفي [أ، ب]: (يا عمر).
(٧٨) في [ع]: (يابا).
(٧٩) في [أ، ب]: (فأجزه).
(٨٠) أي: لم يتعرض لأبي جندل أحد بالأذى حتى رجع إلى مكة، وفي [ق، ع، هـ]: (ينج).
(٨١) مرسل؛ عروة تابعي، وأخرجه يعقوب في المعرفة ٣/ ٢٨٦، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٩٢، وبنحوه مالك في الموطأ ١/ ٣٤٢ (٧٥٩).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39609، ترقيم محمد عوامة 37994)

حدیث نمبر: 39610
٣٩٦١٠ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن مروان أن (رسول) (١) اللَّه ﷺ خرج عام صدوه، فلما انتهى إلى الحديبية اضطرب في الحل، وكان مصلاه في الحرم، فلما كتبوا القضية وفرغوا منها دخل (على) (٢) (الناس) (٣) من ذلك أمر عظيم قال: فقال رسول اللَّه ﷺ:"يا أيها الناس انحروا، وأحلقوا، وأحلوا"، فما قام رجل من الناس، ثم أعادها فما قام أحد من الناس، فدخل على أم سلمة فقال:"ما رأيتِ ما دخل على الناس"، فقالت: يا رسول اللَّه اذهب فانحر هديك واحلق (وأحل) (٤)، فإن الناس سيحلون فنحر رسول اللَّه ﷺ وحلق وأحل (٥).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب]: (النبي).
(٢) هكذا في [ق، هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(٣) في [أ]: (الناسي).
(٤) في [جـ]: (وأهل).
(٥) حسن؛ ابن إسحاق صدوق وصرح بالسماع عند البيهقي في الدلائل ٤/ ١٩٧، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ٥٩، وأخرجه أحمد (١٨٩٣٠) ٤/ ٣٤٣، والبيهقي ٥/ ٢١٥، وابن أبي عاصم (٥٥١) عن المؤلف، والخبر عندهم من طريق مروان والمسور بن مخرمة، وأصل الخبر عند البخاري (٢٥٨١).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39610، ترقيم محمد عوامة 37995)

حدیث نمبر: 39611
٣٩٦١١ - حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما (أحصر) (١) رسول اللَّه ﷺ عن البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثًا ولا يدخلها إلا بجلُبَّان السلاح: (السيف) (٢) وقرابه، ولا يخرج معه (أحد) (٣) من أهلها، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه، فقال لعلي:"اكتب الشرط بيننا بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا ما (قاضى) (٤) عليه محمد رسول اللَّه ﷺ، فقال المشركون (٥): لو نعلم أنك رسول اللَّه تابعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد اللَّه قال: فأمر عليا أن (يمحوها) (٦)، فقال علي: لا واللَّه لا (أمحوها) (٧)، فقال رسول اللَّه ﷺ:"أرني مكانها"، فأراه مكانها فمحاها، وكتب: ابن عبد اللَّه، فأقام فيها ثلاثة أيام، فلما كان يوم الثالث قالوا لعلي: هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فمره فليخرج، فحدثه بذلك، (فقال:"نعم") (٨)، فخرج (٩).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ: (حصر).
(٢) في [ب]: (والسين).
(٣) هكذا في [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (بأحد).
(٤) في [أ، ب]: (قضى)، وفي [ع]: (قاضا).
(٥) في [جـ، ي]: ﷺ.
(٦) في [ع]: (أمحاها - يمحاها)
(٧) في [ع]: (أمحاها - يمحاها).
(٨) في [أ، ب]: (قال له: نعم)، وسقط من: [س].
(٩) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند الشيخين، أخرجه البخاري (٣١٨٤)، ومسلم (١٧٨٣).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39611، ترقيم محمد عوامة 37996)

حدیث نمبر: 39612
٣٩٦١٢ - حدثنا (أبو) (١) أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد شربه أوائل الناس، فجلس النبي ﷺ على البئر، ثم ⦗٥٢٢⦘ دعا بدلو منها، فأخذ منه بفية ثم مجه فيها ودعا اللَّه، (فكثر) (٢) ماؤها حتى تروى الناس منها (٣).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ]: (أبي).
(٢) في [ب]: (وكثر).
(٣) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخاري (٤١٥١)، وأخرجه البخاري (٣٥٧٧)، وأحمد (١٨٥٦٣).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39612، ترقيم محمد عوامة 37997)

حدیث نمبر: 39613
٣٩٦١٣ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن عطاء قال: خرج النبي ﷺ معتمرا (في ذي القعدة معه المهاجرين والأنصار) (١) حتى أتى الحديبية، (فخرجت) (٢) إليه قريش فردوه عن البيت، حتى كان بينهم كلام (وتنازع) (٣) حتى كاد يكون بينهم قتال، قال: فبايع النبي ﷺ أصحابَه (وعدُتهم) (٤) ألف (و) (٥) خمسمائة تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي ﷺ فقالت قريش: نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع، حتى إذا كان (العام المقبل) (٦) (نخلي) (٧) لك مكة ثلاثة أيام، ففعل، قال: (فخرجوا) (٨) إلى عكاظ فأقاموا فيها ثلاثًا، واشترطوا عليه أن لا (يدخلها) (٩) بسلاح إلا بالسيف، ولا (تخرج) (١٠) بأحد من أهل مكة إن خرج معك، فنحر الهدي مكانه وحلق ⦗٥٢٣⦘ ورجع، حتى إذا كان في قابل (في) (١١) تلك الأيام (دخل) (١٢) مكة، وجاء بالبدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام، فأنزل اللَّه عليه: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [الفتح: ٢٧]، قال: وأنزل عليه: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٤]، فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فقاتلوهم، فأحل (١٣) لهم إن (قاتلوه) (١٤) في (المسجد الحرام أن يقاتُلوهم) (١٥)، فأتاه أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وكان (موثقا) (١٦) (أوثقه) (١٧) أبوه، (فرده) (١٨) إلى أبيه (١٩).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) سقط من: [أ، ب، هـ].
(٢) في [أ، ب]: (وخرجت).
(٣) في [أ، ب]: (وتنازعوا).
(٤) في [أ، ب]: (وعددهم).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [أ، ب]: (في قابل).
(٧) في [أ، ب]: (تجلى).
(٨) في [أ، ب]: (وخرجوا).
(٩) في [أ، ب]: (يدخولها).
(١٠) في [أ، ب]: (يخرج).
(١١) سقط من: [هـ].
(١٢) في [أ]: (خل).
(١٣) في [ع]: زيادة (اللَّه).
(١٤) في [أ، ب]: (قاتلوا).
(١٥) في [أ، ب]: (في المسجد أن يقاتلهم).
(١٦) في [أ، ب]: (موثقه)، وفي [ع]: (موثوقًا).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [أ، ب]: (ورده).
(١٩) مرسل ضعيف؛ عطاء تابعي، وأشعث ضعيف.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39613، ترقيم محمد عوامة 37998)

حدیث نمبر: 39614
٣٩٦١٤ - حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قدم رسول اللَّه ﷺ وأصحابه في الهدنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم، قال: والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحِجْر، وقد تحدثوا أن برسول اللَّه ﷺ وأصحابه جهدا وهزلا، فلما استلموا، [قال: قال لهم رسول اللَّه ⦗٥٢٤⦘ ﷺ: ("إنهم قد تحدثوا أن بكم (جهدا وهُزلا)) (١) (٢)] (٣) (فارملوا) (٤) ثلاثة أشواط حتى يروا أن بكم قوة"، قال: فلما استلموا الحجر رفعوا أرجلهم فرملوا، حتى قال بعضهم لبعض: أليس زعمتم أن بهم (هزلا) (٥)، وهم لا يرضون بالمشي حتى يسعوا سعيا (٦).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [جـ]: (هزلًا وجهدًا).
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٤) في [ع]: (فارسلوا).
(٥) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (وجهد)، وفي [ع]: (مزلٌ وجهدٌ).
(٦) ضعيف؛ ابن أبي ليلى سيء الحفظ، أخرجه أحمد (٣٣٤٧)، وعبد بن حميد (٦٥٥)، والطبراني (١٢٠٧٧)، وأصله في البخاري (١٦٠٢)، ومسلم (١٢٦٦).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39614، ترقيم محمد عوامة 37999)

حدیث نمبر: 39615
٣٩٦١٥ - حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا مُجمّع بن يعقوب قال: حدثني أبي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن (جارية) (١) قال: شهدت الحديبية مع رسول اللَّه ﷺ، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ فقالوا: أوحي إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: فخرجنا نوجف مع الناس حتى وجدنا رسول اللَّه ﷺ (٢) واقفا عند كُرَاع الغميم، فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللَّه أو فتح هو؟ قال:" (أي) (٣) والذي نفسي بيده، (إنه) (٤) لفتح"، قال: فقسمت على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، وكان الجيش ألفا ⦗٥٢٥⦘ وخمسمائة ثلاثمائة فارس فكان للفارس سهمان (٥).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [ع، ي]: (حارثة).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) حسن؛ فيه بعض المخالفة، يعقوب صدوق، أخرجه أحمد (١٥٤٧٠)، وأبو داود (٢٧٣٦)، والحاكم ٢/ ١٣١، والبيهقي ٦/ ٣٢٥، والدارقطني ٤/ ١٠٥، والطبري في التفسير (سورة الفتح) ٢٦/ ٧١، والطبراني ١٩/ (١٠٨٢)، والمزي ٣٢/ ٢٦٤.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39615، ترقيم محمد عوامة 38000)

حدیث نمبر: 39616
٣٩٦١٦ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة ونحن سبع عشرة (مائة) (١) ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل، وكان في بدنه جمل، فنزل (بالحديبية) (٢) (فصالحته) (٣) قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه (٤).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) سقط من: [ع].
(٢) في [ح، ق، هـ]: (الحديبية).
(٣) في [ق، هـ]: (فصالحه).
(٤) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، أخرجه ابن ماجه (٣١٠١)، وابن سعد ٢/ ١٠٣، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٩٦، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٨٢)، والطبراني (٦٢٦٤)، وصالح ابن أحمد بن حنبل في مسائل والده ٢/ ٤٠٥ (١٠٨٤).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39616، ترقيم محمد عوامة 38001)

حدیث نمبر: 39617
٣٩٦١٧ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير قال: (حدثنا) (١) عبد العزيز بن سياه قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن (سهل) (٢) بن حنيف قال: لقد كنا مع رسول اللَّه ﷺ لو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول اللَّه ﷺ (٣) وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب فأتى رسولَ اللَّه ﷺ فقال: (يا رسول اللَّه) (٤): ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال:"بلى"، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال:"بلى"، قال: ففيم نعطي الدنية ونرجع ولما يحكم اللَّه بيننا ⦗٥٢٦⦘ وبينهم؟ قال: ["يا ابن الخطاب، إني رسول اللَّه ولن يضيعني اللَّه أبدًا"، قال: فانطلق عمر ولم يصبر متغيظًا حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم اللَّه بيننا وبينهم قال: يا ابن الخطاب] (٥) إنه رسول اللَّه ولن يضيعه اللَّه أبدًا، قال: فنزل القرآن على رسول اللَّه ﷺ بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول اللَّه، أو فتح هو؟ قال:"نعم"، (فطابت) (٦) نفسه ورجع (٧).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (سهيل).
(٣) سقط من: [أ، ب، ع].
(٤) في [س]: (رسول اللَّه).
(٥) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٦) في [جـ]: (فعابت)، وفي [أ]: (فعاتب).
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣١٨٢، ٤٨٤٤)، ومسلم (١٧٨٥).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39617، ترقيم محمد عوامة 38002)

حدیث نمبر: 39618
٣٩٦١٨ - حدثنا عفان قال: حمَّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن قريشًا صالحوا النبي ﷺ فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي ﷺ لعلي:"اكتب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، فقال سهيل: أما"بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، (فما ندري) (١) ما"بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، ولكن (اكتب) (٢) بما نعرف"باسمك اللهم" فقال:"اكتب: من محمد رسول اللَّه (٣)"، قالوا: لو علمنا أنك رسول اللَّه اتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي ﷺ:"اكتب: من محمد بن عبد اللَّه"، فاشترطوا على النبي ﷺ أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم (منا) (٤) رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول اللَّه أتكتب هذا؟ قال:"نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده ⦗٥٢٧⦘ اللَّه، ومن جاءنا منهم سيجعل اللَّه (له) (٥) فرجًا ومخرجًا" (٦).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [جـ]: زيادة (س).
(٤) في [ع]: (منكم).
(٥) سقط من: [أ، ب]، وفي [س، ع، ي]: (لهم).
(٦) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٨٤)، وأحمد (١٣٨٢٧).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39618، ترقيم محمد عوامة 38003)

حدیث نمبر: 39619
٣٩٦١٩ - حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا: أنتم اليوم خير أهل الأرض (١). حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن المسور ومروان أن رسول اللَّه ﷺ (عام الحديبية خرج) (٢) في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي (وأشعر) (٣) وأحرم (٤).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٥٤)، ومسلم (١٨٥٦).
(٢) في [ع]: (خرج عام الحديبية).
(٣) في [أ، ب]: (أو أشعر).
(٤) صحيح؛ رواية المسور لها حكم الاتصال، أخرجه البخاري (٤١٥٧)، وأحمد (١٨٩٠٩).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39619، ترقيم محمد عوامة 38004)

حدیث نمبر: 39620
٣٩٦٢٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس (بن سلمة) (١) عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى و (٢) حفص إلى النبي ﷺ ليصالحوه، فلما رآهم رسول اللَّه ﷺ فيهم سهيل، قال:"قد سهل من أمركم، القوم يأتون إليكم (بأرحامهم) (٣)، (وسائلوكم) (٤) الصلح فابعثوا الهدي، وأظهروا بالتلبية، (لعل ذلك يلين قلوبهم"، فلبوا من نواحي العسكر حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية) (٥) [قال: فجاؤه فسألوا الصلح. ⦗٥٢٨⦘ قال: فبينما الناس قد توادعوا، وفي المسلمين ناس من المشركين، وفي المشركين ناس من المسلمين] (٦) (ففتك) (٧) أبو سفيان فإذا الوادي يسيل بالرجال والسلاح. قال: قال: (إياس) (٨): قال (سلمة) (٩): (فجئت) (١٠) (بستة) (١١) من المشركين مسلحين أسوقهم، ما يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، فأتينا بهم النبي ﷺ فلم يسلب ولم يقتل وعفا، قال: فشددنا على ما في أيدي المشركين منا، فما تركنا فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، قال: وغلِبنا على من في أيدينا منهم. ثم إن قريشا أتت سهيل بن عمرو (وحويطب) (١٢) بن عبد العزى فولوا صلحهم، وبعث النبي ﷺ عليا وطلحة، فكتب علي بينهم:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه محمد رسول اللَّه (١٣) قريشا: صالحهم على أنه: لا إغلال ولا إسلال، (و) (١٤) على أنه: (من) (١٥) قدم مكة [من أصحاب محمد (١٦) حاجًّا أو ⦗٥٢٩⦘ معتمرًا أو يبتغي من فضل اللَّه فهو آمن (على) (١٧) دمه وماله، [ومن قدم المدينة من قريش مجتازًا إلى مصر (أو) (١٨) إلى الشام يبتغي من فضل اللَّه فهو آمن على دمه وماله] (١٩) وعلى أنه من جاء محمدًا (٢٠) من قريش فهو رد، ومن جاءهم] (٢١) من أصحاب محمد (٢٢) [فهو لهم. فاشتد ذلك على المسلمين فقال رسول اللَّه ﷺ] (٢٣):"من جاءهم منا فأبعده اللَّه، ومن جاءنا منهم (رددناه) (٢٤) إليهم -يعلم اللَّه الإسلام من نفسه- يجعل اللَّه (له) (٢٥) مخرجا". وصالحوه على (أنه) (٢٦) يعتمر عامًا قابلًا في مثل هذا الشهر، لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح إلا ما يحمل المسافر في قرابه، فيمكث فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو محله لا يُقدِمه علينا، فقال رسول اللَّه ﷺ:"نحن نسوقه وأنتم تردون وجهه" (٢٧).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب]: (وسلمة).
(٢) كذا في النسخ؛ ولعله من أوهام موسى، وفي [ق، هـ]: زيادة (مكرز بن).
(٣) في [أ]: (بأرحامكم).
(٤) في [أ، ب، ع، ي]: (وسايلوكم)، وفي [ق]: (ويسألونكم).
(٥) سقط من: [س].
(٦) في [ع]: أخرها عن الجملة التي بعدها، ثم ذكر الجملة التي بعدها ثم ذكرها مرة أخرى.
(٧) في [ق]: (فأقبل)، وفي [جـ، ع]: (فقبل)، وفي تفسير ابن جرير ٢٦/ ٩٦: (فقيل به)، وفي تاريخه ٢/ ١٢٠: (ففتك به).
(٨) في [أ، ب، ع]: (أناس).
(٩) في [أ، ب]: (سلمت).
(١٠) في [أ، ب]: (بحيث).
(١١) في [ي]: (بسيه)، وفي [أ، ب]: (بسنه).
(١٢) في [س]: (وحوطب).
(١٣) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٤) سقط من: [أ].
(١٥) في [أ]: (أن).
(١٦) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٧) سقط من: [ي].
(١٨) في [س، ع، ي]: (وإلى).
(١٩) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٢٠) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢١) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٢٢) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٢٤) في [جـ]: تكررت.
(٢٥) سقط من: [أ، ب].
(٢٦) في [أ، ب]: (أن).
(٢٧) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، وأخرجه الطبراني (١٤٤)، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٨٦ و ٩٦، وفي التاريخ ٢/ ١٢٠.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39620، ترقيم محمد عوامة 38006)

حدیث نمبر: 39621
٣٩٦٢١ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة قال: حدثني إياس ابن سلمة عن أبيه قال: بعثت قريش خارجة بن كُرز يطلع (لهم) (١) طليعة، فرجع حامدا (يحسن) (٢) الثناء، فقالوا له: إنك أعرابي قعقعوا لك السلاح فطار فؤادك فما دريت ما قيل لك وما قلت. ثم (أرسلوا) (٣) عروة بن مسعود فجاءه فقال: يا محمد ما هذا الحديث؟ تدعو إلى ذات اللَّه، ثم جئت قومك بأوباش الناس، من (تعرف ومن لا تعرف) (٤)، لتقطع أرحامهم وتستحل حرمتهم ودماءهم وأموالهم، فقال:"إني لم آت قومي إلا لأصل أرحامهم، يبدلهم اللَّه بدين خير من دينهم، ومعائش خير من معائشهم"، فرجع حامدا يحسن الثناء. قال: قال إياس عن أبيه: فاشتد البلاء على من (كان) (٥) في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ عمر فقال:"يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسارى المسلمين؟" فقال: (لا) (٦) يا نبي اللَّه، واللَّه ما لي بمكة من عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني. فدعا عثمان فأرسله إليهم فخرج عثمان على راحلته حتى جاء عسكر المشركين، (فعيبوا) (٧) به (وأساءوا) (٨) (له) (٩) القول، ثم (أجاره) (١٠) أبان بن ⦗٥٣١⦘ (سعيد) (١١) بن العاص بن عمه وحمله على السرج وردفه، فلما قدم قال: يا ابن (أبي) (١٢) ما لي أراك (متحشفًا) (١٣) أسبل، قال: وكان إزاره إلى نصف ساقيه، فقال له عثمان: هكذا إزرة صاحبنا. فلم يدع أحدا بمكة من أسارى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول اللَّه ﷺ. قال سلمة: فبينما نحن قائلون نادى منادي رسول اللَّه ﷺ:"أيُّها الناس، البيعةَ، البيعةَ، نزل روح القدس"، قال: (فسرنا) (١٤) إلى رسول اللَّه ﷺ، وهو تحت (الشجرة) (١٥) (سمرة) (١٦) فبايعناه، وذلك قول اللَّه: ﴿لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: ١٨]. قال: فبايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي عبد اللَّه يطوف بالبيت ونحن ها هنا، فقال رسول اللَّه ﷺ:"لو مكث كذا وكذا سنة ما (طاف) (١٧) حتى أطوف" (١٨).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [ق، هـ]: (عليهم).
(٢) في [س]: (بحسن).
(٣) في [أ، ب]: (فأرسلوا).
(٤) في [س]: (يعرف ومن لا يعرف).
(٥) سقط من: [س].
(٦) في [أ، ب، ق، هـ]: (بلى).
(٧) في [ق، هـ]: (فعتبوا).
(٨) في [أ، ب]: (أسلوا)، وفي [س]: (أشاؤا).
(٩) في [ي]: (إليه).
(١٠) في [أ، ب، ط]: (أجازه).
(١١) في [ع]: (سعد).
(١٢) في [ق، هـ]: (عم)، وفي [ع]: (لي).
(١٣) في [ق، هـ]: (متخشعًا)، وفي [س، ط]: (متحشنًا).
(١٤) في [ق، هـ]: (فثرنا).
(١٥) في [ق، هـ]: (شجرة).
(١٦) في [أ، ب]: (سهرة).
(١٧) في [أ، ب]: (طاق).
(١٨) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، أخرجه الترمذي في الشمائل (١٢٢)، وابن سعد ١/ ٤٦١، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٥)، والبزار (٣٥٣)، والطبراني (١٤٤)، والروياني (١١٥٥)، وابن عساكر ٣٩/ ٧٤، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٨٦، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ٤/ ١٩٢، والحربي في غريب الحديث ١/ ٥٤.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39621، ترقيم محمد عوامة 38007)

حدیث نمبر: 39622
٣٩٦٢٢ - حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم الحديبية:"لا توقدوا نارا بليل"، ثم قال: ⦗٥٣٢⦘" (أوقدوا) (١) (واصطنعوا) (٢) فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم" (٣).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [هـ]: (أقدوا).
(٢) في [أ، ب]: (واحطنعوا).
(٣) حسن؛ أبو يحيى سمعان صدوق، أخرجه أحمد (١١٢٠٨)، والنسائي (٨٨٥٤)، والحاكم ٣/ ٣٦، وأبو يعلى (٩٨٤)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢/ ١٣٨، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ١/ ٣٩١، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٧٧).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39622، ترقيم محمد عوامة 38008)

حدیث نمبر: 39623
٣٩٦٢٣ - حدثنا ابن إدريس عن حصين عن سالم عن جابر قال: أصاب الناس عطش يوم الحديبية، قال: فهش الناس إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: فوضع يده في الركوة، فرأيت الماء مثل العيون، قال: قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا (خمس عشرة مائة) (١) (٢).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ]: (خمسمائة عشر)، وفي [ب]: (خمسائة عشر).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٥٢)، ومسلم (١٨٥٦).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39623، ترقيم محمد عوامة 38009)

حدیث نمبر: 39624
٣٩٦٢٤ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري قال: (حدثني) (٢) ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير أن رسول اللَّه ﷺ خرج عام الحديبية في ألف وثمانمائة، وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يدعى ناجية يأتيه بخبر القوم. حتى نزل رسول اللَّه ﷺ غديرا بعسفان (يقال: له غدير الأشطاط، فلقيه) (٣) عينه بغدير (الأشطاط) (٤) فقال: يا محمد، تركت قومك كعب بن لؤي وعامر بن ⦗٥٣٣⦘ لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم قد سمعوا بمسيرك، وتركت عبدانهم يطعمون الخزير في دورهم، وهذا خالد بن الوليد في (خيل) (٥) بعثوه. (فقام) (٦) رسول اللَّه ﷺ فقال:"ماذا تقولون؟ ماذا (تأمرون؟) (٧) أشيروا علي، قد جاءكم خبر قريش مرتين وما صنعت، فهذا خالد بن الوليد بالغميم، قال لهم رسول اللَّه ﷺ:"أترون أن (نمضي) (٨) لوجهنا، ومن صدنا عن البيت (قاتلناه) (٩)، أم ترون أن نخالف هؤلاء إلى من تركوا وراءهم، فإن اتبعنا منهم عنق قطعه اللَّه"، قالوا: يا رسول اللَّه (الأمر) (١٠) أمرك والرأي رأيك. فتيامنوا في هذا الفعل، فلم يشعر به خالد ولا الخيل التي معه حتى (جاوزهم) (١١) قترة الجيش وأوفت به ناقته على ثنية تهبط على غائط القوم يقال له: بلدح، فبركت فقال:"حل حل"، فلم تنبعث. فقالوا: خلأت القصواء، قال:"إنها واللَّه ما خلأت، ولا هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، أما واللَّه، لا يدعوني اليوم إلى خطة يعظمون فيها حرمة ولا يدعوني فيها إلى صلة إلا أجبتهم إليها"، ثم زجرها فوثبت. فرجع من حيث جاء عوده على (بدئه) (١٢) حتى نزل بالناس على ثمَدٍ من ثماد ⦗٥٣٤⦘ الحديبية ظنون قليل الماء يَتَبرّض (الناس) (١٣) (ماءها) (١٤) تبرُّضا، فشكوا إلى رسول اللَّه ﷺ قلة الماء، فانتزع سهما من (كنانته) (١٥)، فأمر رجلا فغرزه في جوف القليب، فجاش بالماء حتى ضرب الناس عنه بعطن. فبينما هو (على) (١٦) ذلك إذ مرَّ به بُديل بن ورقاء الخزاعي في ركب من قومه من خزاعة، فقال: يا محمد هؤلاء قومك قد خرجوا (بالعُوذ) (١٧) المَطَافيل، يقسمون باللَّه ليحولن بينك وبين مكة حتى لا يبقى منهم أحد، قال:"يا بُديل! إني لم آت لقتال أحد، إنما جئت أقضي نسكي وأطوف بهذا البيت، وإلا فهل لقريش في غير ذلك، هل لهم إلي أن أمادهم مدة يأمنون فيها ويستجمون ويخلون (فيها) (١٨) بيني وبين الناس، فإن ظهر (١٩) أمري على الناس كانوا فيها بالخيار أن يدخلوا فيما دخل (فيه) (٢٠) الناس، وبين أن يقاتلوا وفد (جمّوا) (٢١) (وأعدوا) (٢٢)"، قال بديل: سأعرض هذا على قومك. فركب بديل حتى مر بقريش فقالوا: من أين قال: جئتكم من عند رسول اللَّه ﷺ وإن شئتم أخبرتكم (ما) (٢٣) سمعت منه فعلت، فقال (ناس) (٢٤) من سفهائهم: ⦗٥٣٥⦘ لا تخبرنا عنه شيئا، وقال ناس من ذوي أسنانهم وحكمائهم: بل أخبرنا، ما الذي رأيت؟ وما الذي سمعت؟ فاقتص عليهم بديل قصة رسول اللَّه ﷺ وما عرض عليهم من المدة. قال: وفي كفار قريش يومئذ عروة بن مسعود الثقفي فوثب فقال: يا معشر قريش هل تتهمونني في شيء؟ ألست بالولد ولستم بالوالد؟ (أو لست) (٢٥) قد استنفرت لكم أهل عكاظ، فلما (بلحوا) (٢٦) عليّ (نفرت) (٢٧) إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني، قالوا: بلى، قد فعلتَ، (قال) (٢٨): فاقبلوا من بديل ما جاءكم به وما عرض عليكم رسول اللَّه ﷺ (٢٩) وابعثوني حتى آتيكم (بمصادقها) (٣٠) من عنده، قالوا: فاذهب. فخرج عروة حتى نزل برسول اللَّه ﷺ بالحديبية فقال: يا محمد هؤلاء قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤى قد خرجوا بالعوذ المطافيل، يقسمون لا يخلّون بينك وبين مكة حتى تبيد خضراءهم، وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين: أن (تجتاح) (٣١) (قومك) (٣٢) فلم تسمع برجل قط (اجتاح) (٣٣) أصله قبلك وبين أن (يسلمك) (٣٤) من أرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشا من الناس، لا أعرف ⦗٥٣٦⦘ أسماءهم ولا وجوههم، فقال: أبو بكر -وغضب: امصص بظر اللات، أنحن نخذله أو نسلمه، فقال عروة: أما واللَّه لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك فيما قلت-، وكان عروة قد (تحمل) (٣٥) بدية فأعانه أبو بكر فيها بعون حسن. والمغيرة بن شعبة قائم على رسول اللَّه ﷺ وعلى وجهه المغفر، فلم (يعرفه) (٣٦) عروة، وكان عروة يكلم رسول اللَّه ﷺ، (فكلما) (٣٧) مد يده يمس (لحية) (٣٨) رسول اللَّه ﷺ قرعها المغيرة بقدح كان في يده، حتى إذا (أحرجه) (٣٩) قال:"من هذا؟" قالوا: هذا المغيرة بن شعبة، قال عروة: أنت بذاك يا غدر، (و) (٤٠) هل غسلت عنك غدرتك (إلا أمس) (٤١) بعكاظ. فقال النبي ﷺ لعروة بن مسعود مثل ما قال لبديل، فقام عروة فخرج حتى جاء إلى قومه (فقال) (٤٢): يا معشر قريش، إني قد وفدت على الملوك على قيصر في ملكه بالشام، وعلى النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كسرى بالعراق، وإني واللَّه ما رأيت ملكا هو أعظم (فيمن هو بين) (٤٣) ظهريه من محمد (٤٤) في أصحابه، واللَّه ما يشدون إليه النظر وما يرفعون عنده الصوت، وما (يتوضأ) (٤٥) من وضوء إلا ⦗٥٣٧⦘ ازدحموا عليه: أيهم (يظفر) (٤٦) منه بشيء، فاقبلوا الذي جاءكم به بديل، فإنها خطة رشد، قالوا: اجلس. ودعوا رجلا من بني الحارث بن عبد (مناف) (٤٧) يقال له: (الحليس) (٤٨) [(فقالوا) (٤٩): انطلق فانظر ما (قبل) (٥٠) هذا الرجل وما يلقاك به، فخرج (الحليس) (٥١)] (٥٢) فلما رآه رسول اللَّه ﷺ مقبلا عرفه، قال:"هذا (الحليس) (٥٣) وهو من قوم يعظمون الهدي، فابعثوا الهدي في وجهه"، فبعثوا الهدي في وجهه. قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في (الحليس) (٥٤)، فمنهم من يقول: جاءه فقال له مثل ما قال لبديل وعروة، ومنهم من قال: لما (رأى) (٥٥) الهدي رجع إلى قريش. فقال: لقد رأيت أمرا لئن (صددتموه) (٥٦) إني لخائف عليكم أن يصيبكم عنت فأبصروا بصركم، قالوا: اجلس. ⦗٥٣٨⦘ (ودعوا) (٥٧) رجلا (من قريش) (٥٨) يقال له: مكرز بن حفص بن الأحنف من بني عامر بن لؤي، فبعثوه فلما رآه النبي ﷺ قال:"هذا رجل فاجر ينظر بعين"، فقال له مثل ما قال لبديل ولأصحابه في المدة، فجاءهم فأخبرهم. فبعثوا سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي (يكاتب) (٥٩) رسول اللَّه ﷺ على الذي دعا إليه، فجاءه سهيل بن عمرو (فقال) (٦٠): قد (بعثتني) (٦١) قريش إليك أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي ﷺ:"نعم اكتب:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، قال: ما أعرف اللَّه ولا أعرف الرحمن، ولكن اكتب كما كنا نكتب:"باسمك (اللهم) (٦٢)" فوجد الناس من ذلك وقالوا: لا نكاتبك على (خط) (٦٣) حتى تقر بالرحمن الرحيم، قال سهيل: إذا لا أكاتبه على (خط) (٦٤) حتى أرجع، قال رسول اللَّه ﷺ:"اكتب:"باسمك اللهم"، هذا ما (قاضى) (٦٥) عليه محمد رسول اللَّه (٦٦)"، قال: لا أقر لو أعلم أنك رسول اللَّه ما خالفتك ولا عصيتك، ولكن (٦٧) محمد بن عبد اللَّه، فوجد الناس منها أيضا، قال:"اكتب: محمد بن عبد اللَّه (سهيل) (٦٨) بن عمرو". ⦗٥٣٩⦘ (فقام) (٦٩) عمر بن الخطاب (٧٠) فقال: يا رسول اللَّه ألسنا على الحق؟ أو ليس عدونا على الباطل؟ قال:"بلى"، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال:"إني رسول اللَّه، ولن أعصيه، ولن يضيعنى"، وأبو بكر (متنح) (٧١) (ناحية) (٧٢) فأتاه عمر فقال: يا أبا بكر، فقال: نعم، قال: ألسنا على الحق؟ أو ليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر، فإنه رسول اللَّه ﷺ (٧٣) ولن يضيعه اللَّه ولن يعصيه. وكان في شرط الكتاب (أنه) (٧٤)"من كان منا فأتاك فإن كان على دينك رددته إلينا ومن (جاءنا) (٧٥) من قبلك رددناه إليك"، قال:"أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي برده، وأما التي اشترطت لنفسك (فتلك) (٧٦) بيني وبينك". فبينما الناس على ذلك الحال (إذ) (٧٧) طلع عليهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو (يرسف) (٧٨) في الحديد قد (خلا) (٧٩) له أسفل مكة متوشحا السيف، (فرفع) (٨٠) سهيل رأسه فإذا هو بابنه أبي جندل، فقال: (هذا) (٨١) أول من قاضيتك ⦗٥٤٠⦘ على رده، فقال النبي ﷺ:"يا سهيل! إنا لم نقض الكتاب بعد"، قال: ولا أكاتبك على (خط) (٨٢) حتى (ترده) (٨٣)، قال:"فشأنك به". قال: (فبهش) (٨٤) أبو جندل (إلى) (٨٥) الناس فقال: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني، (فلصق) (٨٦) به عمر -وأبوه آخذ بيده يجتره- وعمر يقول: إنما هو رجل، ومعك السيف، فانطلق به أبوه، فكان النبي ﷺ يرد عنهم من جاء من (قبلهم) (٨٧) يدخل في دينه، فلما اجتمعوا نفر: منهم أبو بصير (و) (٨٨) ردهم (إليهم) (٨٩) وأقاموا ساحل البحر (فكأنهم) (٩٠) قطعوا على قريش متجرهم إلى الشام، فبعثوا إلى رسول اللَّه ﷺ: إنا نراها منك صلة: أن تردهم إليك وتجمعهم، فردهم إليه. (وكان) (٩١) فيما أرادهم النبي ﷺ في الكتاب أن يَدَعوه يَدخلُ مكةَ فيقضي نُسُكَه وينحر هديه بين (ظهريهم) (٩٢)، فقالوا: لا تحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا، ولكن ارجع عامك هذا، فإذا كان قابل أذنا لك فاعتمرت وأقمت ثلاثًا. وقام رسول اللَّه ﷺ فقال للناس:"قوموا فانحروا هديكم واحلقوا وحلوا"، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر رسول اللَّه ﷺ الناس بذلك ثلاث مرات، فما تحرك ⦗٥٤١⦘ (رجل) (٩٣) ولا قام من مجلسه، فلما رأى النبي ﷺ ذلك دخل على أم سلمة، وكان خرج بها في تلك الغزوة، فقال:"يا أم سلمة، ما بال الناس! أمرتهم ثلاث (مرار) (٩٤) أن ينحروا وأن يحلقوا وأن يحلوا (فما قام) (٩٥) (رجل) (٩٦) إلى ما أمرته به"، قالت: يا رسول اللَّه، اخرج أنت فاصنع ذلك. فقام رسول اللَّه ﷺ (٩٧) حتى (يمم) (٩٨) هديه فنحره ودعا حلاقا فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول اللَّه ﷺ (وثبوا) (٩٩) إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم أن يضم بعضا من الزحام (١٠٠).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [س]: (حدثنا).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [ع، هـ]: (الأسطاط).
(٥) في [أ، ب]: (خبيل).
(٦) في [ي]: (فقال).
(٧) في [ط، هـ]: (ترون).
(٨) في [أ، ب]: (مضى).
(٩) في [ع، ي]: (كابلناه).
(١٠) في [أ، ب]: (للأمر).
(١١) في [هـ]: (جاوز بهم).
(١٢) في [ع، ي]: (يديه).
(١٣) سقط من: [أ، ب، س].
(١٤) في [أ، ب]: (ما بها).
(١٥) في [س]: (كنانة).
(١٦) سقط من: [ي].
(١٧) في [أ، ب]: (بالفواذ).
(١٨) سقط من: [أ، ب].
(١٩) في [ق، هـ]: زيادة (فيها).
(٢٠) سقط من: [ي].
(٢١) في [ق، هـ]: (جمعوا).
(٢٢) في [أ، ب]: (وأغدرا).
(٢٣) في [ق، هـ]: (بما).
(٢٤) في [ق، هـ]: (أناس)، وفي [س]: (الناس).
(٢٥) في [س]: (ألست).
(٢٦) أي: امتنعوا، وفي [ق، هـ]: (يلجوا)، وفي (يلحوا).
(٢٧) في [أ، ب]: (لعرن).
(٢٨) سقط من: [أ، ب، س].
(٢٩) سقط من: [ع].
(٣٠) في [س]: (بمصافيها).
(٣١) في [هـ]: (يحتاج).
(٣٢) في [أ، ب]: (بقومك).
(٣٣) في [س]: (إجتاج).
(٣٤) في [أ، ب]: (سلمك).
(٣٥) في [ع]: (حمل).
(٣٦) في [أ، ب]: (يعفده).
(٣٧) في [ع]: (كلما).
(٣٨) في [أ، ب، جـ]: (لحيته).
(٣٩) في [أ، ب، س]: (أحرقه)، وفي [ق، هـ]: (أخرجه).
(٤٠) سقط من: [أ، ب].
(٤١) في [جـ، ي]: (لا أمس)، وفي [ط، هـ]: (الأمس).
(٤٢) في [أ، ب]: (قال).
(٤٣) في [ع]: (ممن)، وفي [أ، ب]: (فيما بين).
(٤٤) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٤٥) في [أ، ب، ع]: (يتوضئ).
(٤٦) في [أ، ب]: (يفطر).
(٤٧) في [أ، ب]: (هناة)، وفي [جـ، س، ي]: (مناة).
(٤٨) في [أ، ب]: (الجليس).
(٤٩) في [ع]: (قالوا).
(٥٠) في [س]: (قيل).
(٥١) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٢) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٥٣) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٤) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٥) سقط من: [أ، ب].
(٥٦) في [أ، ب]: (صدرتموه).
(٥٧) في [ق]: (وعدوا).
(٥٨) سقط من: [ع].
(٥٩) في [ب]: (وكاتب)، وفي [جـ]: (يكان).
(٦٠) في [أ، ب]: (وقال).
(٦١) في [هـ، ق]: (بعثني).
(٦٢) في [أ، ب]: (اللَّه).
(٦٣) في [ق، ع، هـ]: (خطة).
(٦٤) في [ق، ع، هـ]: (خطة).
(٦٥) في [أ، ب]: (قضى)، وفي [ع]: (قاضا).
(٦٦) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٦٧) في [أ، ب]: زيادة (اكتب).
(٦٨) في [ق]: (وسهيل).
(٦٩) في [أ، ب]: (وقام).
(٧٠) في [س]: زيادة ﷺ.
(٧١) في [س]: (منح).
(٧٢) في [ق، ع، هـ]: (بناحية).
(٧٣) سقط من: [جـ، س، ع، ي].
(٧٤) سقط من: [ق].
(٧٥) في [س، ق]: (جاء).
(٧٦) في [أ، ق، هـ]: (قبلك).
(٧٧) في [س]: (إذا).
(٧٨) في [أ، ب، ع]: (ترسف).
(٧٩) في [أ، ب، هـ]: (خلي).
(٨٠) في [أ، ب]: (ترفع).
(٨١) سقط من: [س].
(٨٢) في [ق، هـ]: (خطة).
(٨٣) في [ق، هـ]: (نرده).
(٨٤) أي: أسرع، وفي [أ، ط، هـ]: (فهش)، وفي [س]: (فنهش)، وفي [ع]: (فهبش).
(٨٥) سقط من: [ق].
(٨٦) في [ق]: (فلحق).
(٨٧) في [ق]: (قومهم).
(٨٨) سقط من: [ق، هـ].
(٨٩) في [أ، ط، هـ]: (إليه).
(٩٠) في [أ، ي]: (فكانوا).
(٩١) في [ع]: (فكان).
(٩٢) في [ق]: (ظهرانيهم).
(٩٣) سقط من: [ع]، وفي [هـ]: (رجلًا).
(٩٤) في [س، ق]: (مرات).
(٩٥) في [أ]: (ما قام)، وفي [ب]: (ما قال).
(٩٦) في [ي]: (زجل).
(٩٧) في [أ، ب]: زيادة (وسبق إلى هديهم).
(٩٨) في [ع]: (تمم)، وفي [ي]: (يتمم)، وفي [س]: (تيمم).
(٩٩) في [أ، ب]: (وسبق).
(١٠٠) مرسل؛ عروة تابعي، وفيه بعض الخالفة فناجية سائق البدن، والعدد مختلف، وورد من حديث عروة عن المسور بن مخرمة ومروان، أخرجه البخاري (٢٧٣١).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39624، ترقيم محمد عوامة 38010)

حدیث نمبر: 39625
٣٩٦٢٥ - قال ابن شهاب: وكان الهدي (الذي) (١) (ساق) (٢) رسول اللَّه ﷺ وأصحابه (سبعين) (٣) بدنة، قال ابن شهاب: فقسم رسول اللَّه ﷺ (خيبر) (٤) على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، لكل مائة رجل سهم (٥).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) سقط من: [ق].
(٢) في [ق، هـ]: (ساقه).
(٣) سقط من: [ي].
(٤) في [س]: (الخيبر).
(٥) مرسل؛ ابن شهاب الزهري من تابعي التابعين.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39625، ترقيم محمد عوامة ---)

حدیث نمبر: 39626
٣٩٦٢٦ - حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن عطاء قال: كان منزل النبي ﷺ يوم الحديبية في الحرم (١).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) مرسل؛ عطاء تابعي.
تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39626، ترقيم محمد عوامة 38011)

حدیث نمبر: 39627
٣٩٦٢٧ - حدثنا الفضل عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة (١).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) حسن؛ شريك صدوق، أخرجه البخاري (٤١٥١)، وأحمد (١٨٥٦٣).
تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39627، ترقيم محمد عوامة 38012)

حدیث نمبر: 39628
٣٩٦٢٨ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة قال: أخبرني أبو مرة مولى أم هانئ عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون، فردوا وجوه بدنه، فنحر رسول اللَّه ﷺ حيث حبسوه، وهي الحديبية، (وحلق) (٢) وائتسى به ناس فحلقوا، وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت، فقال رسول اللَّه ﷺ:"رحم اللَّه المحلقين"، قيل: والمقصرين قال:"رحم اللَّه المحلقين" -ثلاثًا- (٣).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا)، وفي [ع]: (أخبرني).
(٢) في [أ]: (وخلق).
(٣) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، وأخرجه ابن جرير في التفسير ٢/ ٢٢١، و ٢٦/ ٩٧، وأصل الخبر أخرجه البخاري (١٦٤٠)، ومسلم (٢٦٣٨)، بذكر تفضيل المحلقين.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39628، ترقيم محمد عوامة 38013)

حدیث نمبر: 39629
٣٩٦٢٩ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان (وأبا) (٢) قتادة، فقال رسول اللَّه ﷺ:"يرحم اللَّه المحلقين"، قالوا: والمقصرين (يا رسول اللَّه؟) (٣)، قال:"يرحم اللَّه المحلقين"، قالوا: والمقصرين ⦗٥٤٣⦘ يا رسول اللَّه؟، قال:"يرحم اللَّه المحلقين"، قالوا: والمقصرين يا رسول اللَّه قال:"والمقصرين" (٤).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (وأبو).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) مجهول؛ لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وأخرجه أحمد ٣/ ٨٩ (١١٨٦٥)، والطيالسي (٢٢٢٤)، وأبو يعلى (١٢٦٣)، والطحاوي ٢/ ٢٥٦، وابن حبان (١٦٩)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٥١، وابن عبد البر في الاستذكار ٤/ ٣١٣.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39629، ترقيم محمد عوامة 38014)

حدیث نمبر: 39630
٣٩٦٣٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة عن عبد اللَّه بن عمرو بن أسلم عن ناجية بن جندب بن ناجية قال: لما (كنا) (٢) بالغميم لقي رسول اللَّه ﷺ (خبر) (٣) قريش: أنها بعثت خالد بن الوليد في (جريدة) (٤) خيل (تتلقى) (٥) رسول اللَّه ﷺ، (فكره رسول اللَّه ﷺ) (٦) أن يلقاه، وكان (بهم) (٧) رحيمًا، فقال:"مَنْ (رجلٌ) (٨) يعدلنا عن الطريق؟" فقلت: أنا بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه (٩)، قال: فأخذت بهم في طريق (قد) (١٠) كان مهاجري بها فدافد وعقاب (١١)، فاستوت (بي) (١٢) الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي نزح، قال: فألقى فيها ⦗٥٤٤⦘ سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا، (قال) (١٣): فعادت عيونها حتى أني لأقول -أو نقول: لو شئنا (لاغترفنا) (١٤) (بأقداحنا) (١٥) (١٦).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب، جـ]: (كان).
(٣) في [س]: (خير).
(٤) في [ق]: (جريد).
(٥) في [س]: (يتلقى).
(٦) سقط من: [ي].
(٧) في [جـ]: بياض.
(٨) في [أ، ب]: (دخل).
(٩) في [ق، هـ]: زيادة ﷺ.
(١٠) في [جـ]: بياض.
(١١) الفدافد: الأرض الصعبة، والعقاب: الطرق بين الجبال المرتفعة.
(١٢) في [أ، ب]: (في).
(١٣) سقط من: [ي].
(١٤) في: [ع، هـ]: (لاغترقنا).
(١٥) في [أ، ب]: (بأقدامنا).
(١٦) مجهول؛ لجهالة عبد اللَّه الأسلمي، وأخرجه الطبراني (١٧٢٧)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٣١٩)، والسمهمي في تاريخ جرجان ص ١٦٢، وورد حق من طريق آخر، أخرجه النسائي (٤١٣٥)، وابن جرير ٢/ ٢٢١.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39630، ترقيم محمد عوامة 38015)

حدیث نمبر: 39631
٣٩٦٣١ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم الحديبية:"يرحم اللَّه المحلقين"، قالوا: يا رسول اللَّه، والمقصرين؟ قال:" (يرحم) (٢) اللَّه المحلقين" -ثلاثًا- قالوا: والمقصرين يا رسول اللَّه؟ قال:"والمقصرين"، قالوا: (يا رسول اللَّه) (٣) ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم؟ قال:"إنهم لم يشكوا" (٤).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [هـ]: (رحم).
(٣) سقط من: [ق، هـ].
(٤) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد وابن ماجه، أخرجه أحمد (٣٣١١)، وابن ماجه (٣٠٤٥)، والطحاوي ٢/ ٢٥٥، والطبري في التاريخ ٢/ ٦٣٧، والطبراني (١١١٥٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٥١، وأبو يعلى (٢٤٧٦).

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39631، ترقيم محمد عوامة 38016)

حدیث نمبر: 39632
٣٩٦٣٢ - حدثنا غندر عن شعبة عن جامع بن شداد قال: سمعت عبد الرحمن ابن أبي علقمة قال: سمعت عبد اللَّه بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ﷺ من الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دهاسًا من الأرض -يعني بالدهاس: الرمل- قال: فقال رسول اللَّه ﷺ:"من يكلؤنا؟"، قال: فقال بلال: أنا، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ:"إذن (ننام) (١)"، قال: فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ أناس فيهم ⦗٥٤٥⦘ فلان وفلان، وفيهم عمر، قال: فقلنا: (اهضبوا) (٢)، [يعني تكلموا، قال: فاستيقظ النبي ﷺ (فقال) (٣):"افعلوا كما كنتم (تفعلون) (٤)] (٥)، (قال) (٦): ففعلنا، قال:"كذلك فافعلوا (لمن) (٧) نام أو نسي"، قال: (وضلت) (٨) ناقة رسول اللَّه ﷺ فطلبتها، (قال) (٩): فوجدت حبلها (قد) (١٠) تعلق بشجرة، فجئت إلى (النبي) (١١) ﷺ فركب فسرنا، قال (١٢): وكان النبي ﷺ إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وعرفنا ذلك فيه، قال: فتنحى منتبذا خلفنا، قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه ويشتد ذلك عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه فأتونا فأخبرونا أنه قد أنزل عليه: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] (١٣).

ريفرينس و تحكيم الحدیث:
(١) في [أ، ب، جـ]: (ننم)، وفي [س، ي]: (تنام)، وفي [ع]: (نم).
(٢) في [ب]: (أهصنيوا)، وفي [س]: (انمصبوا).
(٣) في [ب]: (قال).
(٤) في [س]: (تعقلون).
(٥) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٦) في [هـ]: (قالوا).
(٧) في [أ، ب]: (كمن).
(٨) في [س]: (دخلت).
(٩) سقط من: [أ، ب].
(١٠) في [أ، ب]: (قال).
(١١) في [هـ]: (رسول اللَّه).
(١٢) في [جـ، ي]: تكررت.
(١٣) حسن؛ عبد الرحمن بن أبي علقمة صدوق، أخرجه أحمد (٤٤٢١)، وأبو داود (٤٤٧)، والنسائي في الكبرى (٨٨٥٣)، وابن حبان (١٥٨٠)، والبزار (٤٠٠/ كشف)، وأبو يعلى (٥٠١٠)، والطبراني (١٠٣٤٩)، والطيالسي (٣٧٧)، والشاشي (٨٣٩)، والطحاوي ١/ ٤٦٥، والبيهقي ٢/ ٢١٨.

تخریج الحدیث: (مصنف ابن ابي شيبه: ترقيم سعد الشثري 39632، ترقيم محمد عوامة 38017)